للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفراشي ويقال: النومي أيضًا يذكر معه. الفراشي نسبة إلى فراش وهو ما يتوسده الإنسان لينام عليه، فِرَاش فِعَال بمعنى مفعول فِرَاش: بمعنى مفروش. كغيرات بمعنى مغرور {جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً} [البقرة: ٢٢] فراش يعني: مفروش. فعال بمعنى: مفعول. وقل أن يوجد فِعَال بمعنى مفعول قليل هذا في اللغة لكن منه فراش وغِرَار [وكتاب يحتمل بمعنى فاعل كاتب جامع على أنه مجاز، ويحتمل أنه مجموع مكتوب ما في بعد، أما فراش وغرار ونحوه هذا قليل].

(الفِراشيُّ) من الآيات يعني: ما نزلت وهو فوق فراشه سواء كان نائمًا أم لا هم يقولون: سواء كان نائمًا أم لا. لكن نائمًا ما يرد أنه يوحى إليه وهو نائم هذا ليس بصحيح وإنما دائمًا يكون الوحي في اليقظة.

(التاسع: الفِراشيُّ من الآيات

كآَيَةِ الثَّلاثةِ المُقَدَّمَةْ ... في نَوْمِهِ في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةْ

يَلْحَقُهُ النَّازِلُ مِثلُ الرُّؤْيَا ... لِكَوْنِ رُؤيَا الأَنْبياءِ وَحْيَا

(كآَيَةِ) هذا خبر مبتدأ محذوف، والفراشي كآية خبر مبتدأ محذوف جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر، والفراشي يعني: ما نزل من الآيات والنبي - صلى الله عليه وسلم - فوق فراشه مثل: آية الثلاثة. فالكاف هنا إما اسمية وإما حرفية ولا بأس ... (كآَيَةِ الثَّلاثةِ الْمُقَدَّمَةْ) بفتح الدال أي المتقدمة (في نَوْمِهِ) فإنها نزلت في نومه - صلى الله عليه وسلم - وليس المراد النوم وإنما ما يستعد به للنوم لأنها ما نزلت في النوم (في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةْ) هند بنت أبي أمية المخزومية تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موت أبي سلمة ففي الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهو - صلى الله عليه وسلم - عند أم سلمة في فراشها، لكن استشكل هذا كونه نزل عند أم سلمة أو نزلت هذه الآية في فراش أم سلمة بقوله - صلى الله عليه وسلم - في حق عائشة: «ما نزل عليَّ الوحيُّ في فراش امرأةٍ غيرها». وهنا نزل في بيت أم سلمة «ما نزل عليَّ الوحيُّ في فراش امرأةٍ غيرها». وهنا يقول: (في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةْ) فما الجمع؟

الجمع ما ذكره السيوطي بأنه روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها في مسند أبي يعلى أنها قالت: أُعطيتُ تسعًا. الحديث. وفيه: وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه - هذا غريب تقول: فينصرفون. والأصل فينصرفن - وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه. إذًا لا معارضة بين الحديثين قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما نزل عليَّ الوحيُّ في فراش امرأةٍ غيرها». يعني: ينزل الوحي وتبقى في اللحاف وأما البقية ينزل ولكنها تقوم وتنصرف من مكانها إذًا هل هناك تعارض؟

لا معارضة بين الحديثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>