للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(السَّابِقِيْنَ) بالتثنية منصوب بالياء لأنه مثنى، والمراد به أبو عمرو والكسائي (فَعَلَى مَا) يعني: وقفوا على (ما)، ثم قالوا: {مَالِ هَذا الرَّسُولِ}. لم يقفوا على اللام (ما عَدَا المَوَالِيْ السَّابِقِيْنَ، فَعَلَى) لفظ ما على اللام (وَقَفُوا) فعلى لفظ ما لا على اللام وقفوا، ثم يبتدئ باللام متصلةً بما بعدها لأن حرف الجر من الكلمة الآتية يعني: لا بد من الرجوع الكلام في الوقف فقط يقف ثم إذا أراد أن يبتدئ بما بعده لا بد من الرجوع لأن اللام داخلة في الكلمة الآتية (ما عَدَا المَوَالِيْ السَّابِقِيْنَ، فَعَلَى مَا وَقَفُوا) هذا تَبِعَ الناظم أصله ((النقاية)) قال في التقريب: ووقف أبو عمرو على ما لقوله تعالى: {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ} [النساء: ٧٨]، و {مَالِ هَذَا} بسورتي الكهف والفرقان {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} [المعارج: ٣٦] في المعارج هذا والباقون على اللام في الأربعة إلا الكسائي فله الوقف على كل منهم، هذا ما في الشاطبية، وفي النشر جواز الوقف على كل منهما للجميع هم يجعلون ابن الجزري حاكمًا على الكل، في النشر جواز الوقف على كل منهما للجميع. إذًا لا تفصيل إلا أن يقال: أن كلام الناظم محمول على الجواز بالنسبة للكسائي والوجوب لأبي عمرو، وهذا ذكرته في القول السابق هذا المراد به هنا على الجواز بالنسبة للكسائي والوجوب لأبي عمرو إذًا المسألة فيها خلاف، هل يقف على ما أو على اللام؟

الجمهور على ما، ونسب إلى الكسائي وأبو عمرو الوقف على اللام ولهم تعليل موجودة في الشروحات.

السَّابِقِيْنَ، فَعَلَى مَا وَقَفُوا ... وَشِبْهِ ذَا المِثَالِ نَحْوَهُ قِفُوا

شبه يعني: مثل (ذَا المِثَالِ) المثال جزئي يُذكر لإيضاح القاعدة (شِبْهِ ذَا) هذا مشار إليه، المثال هذا بدل أو عطف بيان أو نعت، وبدل المجرور مجرور، حينئذٍ جُرَّ هنا لأن شبه مضاف وذا مضاف إليه، والمثال هذا بالجرِّ بالكسر أي (شِبْهِ ذَا) المثال المذكور في النظم السابق {مَالِ هَذا الرَّسُولِ} (نَحْوَهُ قِفُوا) أمر من الوقف يعني: قف أنت أو يا من يقرؤون هذا النظم نحوه عليه، نحو مفعول به مقدم لقوله: (قِفُوا) أو تبعوا هذا أمر من قفوا لكن الأولى أن يجعل أمرًا من الوقف، تبعوا من قفا أثره بمعنى تبع وهذا قد يكون فيه بعد.

إذًا عرفنا أن هذا الوقف المراد به الوقف على الرسم وهذا بحث في القراءات وإنما ذكروا هذا مثال، ثم قال رحمه الله: النوع الثالث الإمالة، ونميل عن الدرس.

ونقف على هذا وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>