(قَعِيْدٌ) يعني: وقعيد. يعني: كاتب السيئات يكون اسمه قعيد ملك، والمشهور أنه ليس اسمًا بل صفة للمَلَكَيْنِ الْمُوَكَّلَيْنِ بالإنسان يعني ليس بعلم هو أراد أن يذكر الآن أعلام الملائكة لما ذكر أعلام الأنبياء في القرآن جمع لك في هذا البيت ما ذُكر من أعلام الملائكة، إذًا شرع في بيان أسماء الملائكة الذين ذكروا في القرآن (هَارُوتُ مَارُوتُ وجِبْرَائِيْلُ قَعِيْدٌ السِّجِلُّ)، (قَعِيْدٌ، السِّجِلُّ) يعني: والسجل السجل قيل: ملك موكلٌ بالصحف. والله أعلم.
(مِيْكَائِيْلُ) هذا موكلٌ للمطر هذا ثابت ولا إشكال فيه.
لُقْمَانُ تُبَّعٌ كَذَا طَالُوتُ ... إِبْلِيسُ قَارُونُ كَذا جَالُوتُ
ذكر لك في البيت الشطر الأول ثلاثة من الصالحين الذين ذكروا في القرآن، وذكر في الشطر الثاني ثلاثة من الكافرين الذين ذكروا في القرآن (لُقْمَانُ) قيل: أنه نبي. كان نبيًّا قاله عكرمة والشعبي والأكثر على أنه عبدٌ صالح وقيل: نجار. (لُقْمَانُ تُبَّعٌ) أيضًا قيل: نبي. والصواب أنه رجلٌ صالح سُمِّيَ به لكثرة من تبعه (لُقْمَانُ، تُبَّعٌ) يعني: وتُبَّعٌ. بضم التاء وتشديد الباء المفتوحة.
(كَذا طَالُوتُ) أيضًا هذا اسم رجل صالح جعله الله ملكًا على بني إسرائيل لقتال جالوت {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} [البقرة: ٢٥١].
(إِبْلِيسُ) هذا شرع منه في ذكر أسماء ثلاثة ممن كفروا بالله العظيم وإبليس سمي به لأن الله أبلسه من الخير يعني: آيسه منه (إِبْلِيسُ).
(قَارُونُ كَذا) قارون قيل: ابن يسحر. أو يصهر الله أعلم.
(كَذا جَالُوتُ) اسم ملكٍ من ملوك الكفار الذين تجبروا في الأرض.
(ومَرْيَمٌ عِمْرَانُ أَيْ أَبُوهَا) يعني: ومريم بنت عمران. وقيل: إنها نبية. وعليه ابن حزم رحمه الله، والصواب أنه ليس في الأنبياء نساء، وكونها أوحي إليها هذا لا يلزم منه مجرد الوحي أو صيغة الوحي في القرآن لا يلزم منه أنه إيحاء نبوة بل الله عز وجل قال: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل: ٦٨]. نقول: النحل نبي؟ لا يلزم إذا تعلق الوحي أو الإيحاء بشيء نقول: إنه يدل على النبوة لا. (ومَرْيَمٌ) يعني: بنت عمران (عِمْرَانُ أَيْ أَبُوهَا) يعني: ذُكر أيضًا أبوها أبو من؟ مريم وهل هي أخت موسى بن عمران؟ الجواب: لا.
(أَيضًا كَذَا هَارونُ) أبوها أيضًا (كَذَا) ممن ذكر في القرآن (هَارونُ أَيْ أَخُوهَا) {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [مريم: ٢٨] هل هو وأخي هارون؟
الجواب: لا. (ومَرْيَمٌ عِمْرَانُ) وعمران (أَيْ أَبُوهَا) ذُكرا معًا في القرآن (أَيضًا) كما ذكر هارون (أَيْ أَخُوهَا) أخو مريم لا أخو موسى.
ثم شرع في بيان من ذكر من الصحابة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ مِنْ صِحَابٍ عَزَّا ... ثُمَّ الكُنَى فِيهِ كَعَبْدِ العُزَّى
(مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ) زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه هو الذي سُمِّيَ في القرآن {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ} [الأحزاب: ٣٧] زيد بن حارثة، وهل هذا يدل على ماذا؟ هل يدل أو يستفاد منه أنه أفضل من أبي بكر وعمر؟