للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تعريفٌ أصلي: وهو ما دخل حرف النداء عليه وهو معرفة، مثل: زيد، زيد لوحده معرفة .. عَلَم، يا زيدُ، حينئذٍ نقول: يا زيدُ، زيدُ هذا معرفة قبل النداء وبعد النداء، ولكن زادهُ النِداء إيضاحاً؛ لأنه يا زيد، زيد محتمل أولاً زيد هذا .. إلى آخره، إذا قلت: يا زيدُ .. أقبلتَ عَلَيه عيَّنتهُ .. ازداد وضوحاً.

وكذلك يدخل فيه؟؟؟ كما صار التعريف له طارئاً بعد النداء، وهذا مثل: يا رجل، نكرة مقصودة، يا زيدان .. يا زيدون قلنا: هذا حصل له تعريف بعد النداء، ولذلك يُعتبرُ النداء من المعَرِّفات، بُنيَ على ما كانَ يُرفعُ به لو كان معرباً، فإن كان يُرفعُ بالضمة بُنيَ عليها، فتقول: مبنيٌ على الضم: يا زيدُ (يا) حرف نداء مبنيٌ على السكون لا محل له من الإعراب، زيدُ: مُنَادى مبنيٌ على الضم في محل نصب مفعول به، إذاً: بُنيَ على الضم لكونه لو أُعرِبَ أُعْرِب بالضمة رفعاً.

ويا رجل: هذا نكرة مقصودة مبنيٌ على الضم في محل نصب، وإن كان يُرفعُ بالألف أو بالواو، بالألف في حالة المثنى، أو بالواو في حالة الجمع، فكذلك: يا زيدان ويا رجلان، ويا زيدون، ويا رُجيلون، ويكون في محل نصبٍ على المفعولية؛ لأن المُنادى مفعولٌ به في المعنى، وناصبهُ فعلٌ مضمرٌ نابت (يا) منابهُ، فأصله: يا زيد أدعو زيداً كما عرفنا، بحرفٍ ناب مناب أدعو، فأصل الكلام: أدعو زيداً، فأٌرِيدَ الإخبار أن يُنقلَ اللفظ من الإخبار إلى الإنشاء، فحُذفَ أدعو، فقيل: يا زيداً، فبُنيَ معه للعلة التي ذكرناها سابقاً.

ثُمَّ نُظرَ فيه فأولى ما يُبنىَ عليه هو حالة الرفع فقيل: يا زيدُ، إذاً: (يا) نابت مناب أدعو، حينئذٍ هل صار العامل نسياً منسياً؟ الجوابُ: لا، بدليل بقاء أثره وهو النصب لكنه محلاً لا لفظاً؛ لأن زيد من حيث اللفظ مبني، ومن حيث المحل فهو مُعربَ؛ لأنكَ تقول: في محل نصب، والنصب هذا إعراب، حينئذٍ نقول: هو في محل نصب، ولذلك لو عطفت عليه أو نعته: يا زيدُ الظريفُ الظريفَ، يجوزُ فيه الوجهان: الظريفُ .. الظريفَ، الظريفَ باعتبار المحل.

وناصبهُ فعلٌ مُضمرٌ نابت (يا) منابه، فأصل يا زيد: أدعو زيداً، فحُذِفَ أدعو ونابت (يا) منابه. يا زيدُ، الصحيحٌ بقاءه على تعريفه بالعلمية، وازدادَ بالنِداءِ وضوحاً، وقيل: سُلبَ تعريفه، يعني: يا زيدُ .. سُلبَ تعريفه ثم دخلت عليه (يا).