إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال:" ما منا من أحد إلا رَدَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وآله وسلم - ".
"الصحيحة"(١/ ١/٢٥٧ - ٢٥٨).
[[١١٧٤] باب ذكر أول المخلوقات]
السائل:[هناك موضوع](يضطرب) فيه العلماء هو ... ماذا أول شيء خُلِقَ؟ نحن نعرف في الحديث الصحيح أول شيء خلق هو: القلم، طبعاً يوجد أحاديث تثبت أن الله عز وجل كان ولم يكن شيئاً قبله، وأحاديث أخرى تثب أن الله عز وجل كان عرشه على الماء.
الشيخ: نعم.
مداخلة: طبعاً أنا الذي [أعرفه] أن القلم خلق قبل الماء على الحديث