بعد استقرائي التَّام - إِن شَاءَ الله - لثلاث كتب من أهم وأضخم كتب التراجم - إِن لم تكن الأضخم مُطلقًا - توصّلت بِحَمْد الله إِلَى نتائج طيّبة، أجمل أهمَّها فِيمَا يَأْتِي:
أَولا - أنَّ بِدْأ التَّأْلِيف فِي أصُول الْفِقْه بِالنِّسْبَةِ لعلماء الْمَالِكِيَّة كَانَ فِي الثُّلُث الأول من الْقرن الرَّابِع على يَد الإِمَام عَمْرو بن مُحَمَّد بن عَمْرو اللَّيْثِيّ الْبَغْدَادِيّ، الْمُتَوفَّى سنة ٣٣١هـ. حَيْثُ ألف كِتَابه اللمع فِي أصُول الْفِقْه.
ثَانِيًا - لم يكن للمالكية فِي الْقرن الرَّابِع من كتب الْأُصُول إلاّ كتابين: أَحدهمَا السَّابِق ذكرُه، وَالْآخر كتاب أصُول الْفِقْه لمُحَمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَبْهَرِيّ، الْمُتَوفَّى سنة ٣٧٥هـ.
ثَالِثا - لقد حظي الْقرن الْخَامِس بِسِتَّة مؤلفات أصولية، بَيْنَمَا كَانَت ثَلَاثَة مؤلفات فِي الْقرن السَّادِس، وَعشرَة فِي السّابع، واثناعشر فِي الْقرن الثَّامِن، وَثَلَاثَة عشر فِي التَّاسِع، وَخَمْسَة مؤلفات فِي الْعَاشِر، وَثَمَانِية مؤلفات فِي الْقرن الْحَادِي عشر، ومؤلَّفين فِي الثَّانِي عشر، وَثَلَاثَة فِي الثَّالِث عشر؛ وَلم تذكر تِلْكَ المصادر أيَّ مؤلف أصولي مالكي فِي الْقرن الرَّابِع عشر.