١١٢١ - أبو عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ: اهْتَمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصَّلَاةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا؟ فَقِيلَ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حضُورِ الصَّلَاةِ، فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ وهو الشَّبُّورَ شَبُّورُ الْيَهُودِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ، فقَالَ:((هُذا مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ)) فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ، فَقَالَ:((هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى)) فَانْصَرَفَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدِ الأنصاري وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأُرِيَ الْأَذَانَ فِي مَنَامِهِ، فَغَدَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظَانَ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَرَانِي الْأَذَانَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ:((مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنا)) فَقَالَ: سَبَقَنِي عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((قم يا بِلَالُ فَانْظُرْ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ فَافْعل)) فَأَذَّنَ بِلَالٌ، قَالَ بعضهم: إنَّ الْأَنْصَارَ تَزْعُمُ لولا أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا لَجَعَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذِّنًا. لأبي داود (١).
(١) رواه أبو داود (٤٩٨)، قال أبو عمر بن عبد البر في «التمهيد» ٢٤/ ٢٠: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة عبد الله بن زيد هذه في بدء الأذان جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة، معان متقاربة والأسانيد في ذلك متواترة حسان ثابته، ونحن نذكر أحسنها. . ثم ذكر الحديث اهـ، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (٥١١).