٢٣٥٨ - القاسمُ بنُ محمَّدٍ: هلكت امرأةٌ لي، وأتاني محمَّدُ بن كعبٍ القرظي يعزِّيني بها، فقال: إنه كان في بني إسرائيل رجل عابد عالمٌ مجتهدٌ، وكانت له امرأةٌ، وكان بها معجبًا، فماتت فوجد عليها حتى خلا في بيته واحتجب من النَّاس، ثم إنَّ امرأةً من بني إسرائيل سمعت به فجاءتهُ فقالت: إنَّ لي إليه حاجةً أستفتيه فيها ليس يُجزيني إلا أن أشافهه فذهب النَّاس ولزمت الباب، فأخبر فأذن لها، فقالت: أستفتيك في أمرٍ، قال وما هو؟ قالت: إني استعرتُ من جارةٍ لي حليًا فكنت ألبسهُ وأعيره زمانًا، ثمَّ إنَّهم أرسلوا إليَّ فيه، أفأؤدِّه إليهم؟ فقال: نعم، والله، قالت: إنه قد مكث عندي زمانًا، قال: ذلك أحقُّ لردِّك، فقالت: يرحمك الله، أفتأسف على ما أعارك الله ثمَّ أخذهُ منك وهو أحقُّ به منك؟! فأبصر ما كان فيه ونفعه الله بقولها. لمالك (١).