للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٣٦٩ - أبو مُوسَى: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ: ((بِمَ أَهْلَلْتَ؟)) قُلْتُ: بِإِهْلالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: ((هَلْ سُقْتَ الهَدْي؟)) قال: لا. ((قَالَ فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ)) قال: فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وبين الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي فَمَشَطَتْنِي وَغَسَلَتْ رَأْسِي، وكُنْتُ أُفْتِي بِذَلِكَ النَّاسَ فلم أزل أفتي بذلك من يسئلني فِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ، فلما مات وكان عُمَر وإِنِّي لَقَائِمٌ في الْمَوْسِمِ إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: اتئد في فتياك إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا يحْدثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ. فَقُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ: مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ بِشَيْءٍ فَلْيَتَّئِدْ، فَهَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ، فَبِهِ فَأْتَمُّوا، فَلَمَّا قَدِمَ قُلْتُ له: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هَذَا الَّذِي بلغني أَحْدَثْتَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ؟ فقَالَ: إِنا نَأْخُذْ بِكِتَابِ الله فَإِنَّ الله يقول: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله وقد قال: ((خذوا)) فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ. للشيخين والنسائي (١).


(١) البخاري (٤٣٩٧)، ومسلم (١٢٢١).