٦٣٧٢ - علي بن أبي طالبٍ، عن أبيه: قال خرجنا إلى الشام في أشياخٍ من قريش وكان معي محمدٌ، فأشرفنا على راهبٍ بالطريق، فنزلنا وحللنا رواحلنا، فخرج إلينا الراهب،
⦗٥٢٨⦘ وكان قبل ذلك لا يخرج إلينا، فجعل يتخللنا حتى جاء فأخذ بيد محمدٍ وقال: هذا سيد العالمين، فقال له أشياخٌ من قريشٍ: وما علمك بما تقول؟
قال: أجد صفته ونعته في الكتاب المنزل، وإنكم حين أشرفتم لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ له ساجدًا، ولا تسجد الجمادات إلا لنبي، وأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع وصنع طعامًا وأتانا به، وكان محمد في رعية الإبل، فجاء وعليه غمامة تظله، فلما دنى وجد القوم قد سبقوه إلى شجرةٍ، فجلس في الشمس، فمال فيء الشجرة عليه وضحوا هم في الشمس، فبينا هو قائمٌ عليهم يناشدهم الله أن لا يذهبوا به إلى الروم، ويقول: إن رأوه عرفوه بالصفة وآذوه فبينا هو يناشدهم الله في ذلك التفت، فإذا بسبعةٍ من الروم مقبلين نحو ديره فاستقبلهم، وقال: ما جاء بكم؟
قالوا: بلغنا من أحبارنا أن نبيًا من العرب خارجٌ نحو بلادنا في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناسٍ وبعثنا إلى طريقك هذا، قال: فهل خلفكم أحدٌ خيرٌ منكم؟
قالوا: إنما اخترنا لطريقك هذا خيرةً، قال لهم: أرأيتم أمرًا أراد الله تعالى أن يقضيه هل يستطيع أحدٌ من الناس أن يرده؟
قالوا: لا، قال: فبايعوا هذا النبي فإنه حقٌ فبايعوه وأقاموا مع الراهب، ثم رجع إلينا، فقال: أنشدكم أيكم وليه؟
قالوا: هذا، يعنوني، فما زال يناشدني حتى رددته مع رجالٍ، فكان فيهم بلال، وزوده الراهب كعكًا وزيتًا. لرزين.