٦٤٠٦ - محمود بن لبيد: لما قدم أنس بن نافعٍ مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذٍ، يلتمسون الحلف من قريشٍ على قومهم من الخزرج، سمع بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم:((هل لكم إلى خيرٍ مما جئتم إليه))؟ قالوا: وما ذاك؟
قال:((أنا رسولُ الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليَّ كتابًا، ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن))، فقال إياسُ: أي قومي، هذا والله
⦗٥٤٢⦘ خيرٌ مما جئتم إليه، فأخذ أنس ابن نافع حفنةً من البطحاء فضرب بها وجه إياسٍ، وقام - صلى الله عليه وسلم - عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاثٍ فلم يلبث إياس أن هلك، ولم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس. لأحمد والكبير (١).
(١) أحمد ٥/ ٤٢٧، والطبراني ١/ ٢٧٦ (٨٠٥)، قال الحاكم ٣/ ١٨٠ - ١٨١، صحيح على شرط مسلم، وخالفه الذهبي بقوله: قلت: مرسل.