للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٤٠٨ - عروة: لما حضر الموسم حجَّ نفرٌ من الأنصار من بني النجار معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة، ومن بني زريقٍ رافعٌ بن مالكٍ وذكوان بن عبد القيس، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان، ومن بني عمرو بن عوفٍ عويمر بن ساعدة، وأتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ عليهم القرآن، فلمَّا سمعوهُ اطمأنُّوا إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياهُ بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به، وقالوا له: لقد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء، ونحن لله ولك مجتهدون فامكث على اسم الله حتى نخبر قومنا بشأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله، ولعل الله يصلح أمرنا، فإننا اليوم متباغضون، فإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم تكن لنا جماعةٌ عليك، ونحن نواعدك الموسم من العام القابل، فرضى - صلى الله عليه وسلم -، ورجعوا إلى قومهم، فأخبروهم ودعوهم سرًا، حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، ثم بعثوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن ابعث لنا من قبلك رجلاً يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع، فبعث إليهم مصعب بن عميرٍ، فنزل على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس

⦗٥٤٣⦘ ويُفشي الإسلام وهم في ذلك مستخفون، ثم إنَّ مصعبًا وأسعد ذات يومٍ مستخفيان في تعليم جماعةٍ أخبر بهم سعدُ بنُ معاذٍ وأتاهم في لأمته ورمحه، فقال: علام تأتينا في دورنا بهذا الفريد الطريح يُسفه ضعفاءنا، لا أراكما بعد هذا في جوارنا، فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية، فاجتمعوا فأخبر بهم سعد فأتاهم فواعدهم وعيدًا دون الأول، فلما رأى أسعد منه لينًا قال: يا ابن خالتي اسمع من قوله، فإن سمعت منكرًا فاردده، وإن سمعت خيرًا فأجبه، فقال: ماذا تقول؟ فقرأ مصعب {حم} {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف:٢] {إِنَّا جعلناه قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقال سعد: وما اسمع إلا ما اعرف، فهداه الله، ولم يظهر الإسلامُ حتى رجع إلى قومه

فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام، وأظهر إسلامه فأسلموا، إلا من لا يذكر، فكانت أول دارٍ من دور الأنصار أسلمت بأسرها، ثم إنَّ بني النجار أخرجوا مصعب بن عميرٍ فانتقل إلى سعدٍ، فلم يزل يُهدى على يديه حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح، وكسروا أصنامهم، فكان المسلمون أعز أهلها، وصلح أمرهم ورجع مصعب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يُدعى المقُرئ. للكبير بلين وإرسال (١).


(١) الطبراني ٢٠/ ٨٤٩، قال الهيثمي ٦/ ١٤٠ - ١٤٢: فيه: ابن ليهعة، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.