٦٥٠٨ - أبو رافع: كنتُ غلامًا للعباسٍ، وكنت أسلمت أنا وأمِّ الفضل والعباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه، وكان أبو لهبٍ تخلف عن بدرٍ، وبعث مكانه العاص بن هشامٍ، فلمَّا جاء الخبرُ كبت الله أبا لهبٍ، وإني لفي حجرة زمزمٍ أنحتُ أقداحي وعندي أمُّ الفضل، إذ جاء الفاسقُ أبو لهبٍ يجر رجليه حتى
⦗٥٨١⦘ جلس عند الحجرة، فقال: هذا أبو سفيان بن الحارث، وقال له: هلمَّ يا ابن أخي، كيف كان أمر الناس؟
قال: لا شيء والله، ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا ك يف شاءوا، ورأيتُ رجالاً بيضًا على خيلٍ بلقٍ لا والله لا يقوم لها شيءٌ، قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة، فقلت: تلك والله الملائكة، فرفع أبو لهبٍ يده فلطم وجهي، وثاورته فاحتملني، وضرب بي الأرض، وبرك علىَّ وأخذت أمُّ الفضل عمودًا من عمد الحجرة فضربته فشجته، وقالت: أي عدو الله استضعفته أن رأيت سيده غائبًا، فقام ذليلاً، فوالله ما عاش إلا سبع ليالٍ حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته، وتركه ابناه حتى أنتن، فقال لهما رجلٌ ألا تستحيان إنَّ أباكما قد أنتن في بيته، فقال: إنَّا نخشى هذه القرحة، وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقى الطاعون، فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيدٍ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدارٍ وقذفوا عليه الحجارة (١). للكبير والبزار بلينٍ.
(١) الطبراني ١/ ٣٠٨ (٩١٢) وقال الهيثمي ٦/ ٨٩: ى إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.