للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٦٢٢ - أنس: لما فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال الحجاج ابن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا، فأذن له - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: أجمعي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استحيوا وأصيبت أموالهم، وفشا ذلك بمكة، وانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا،

⦗٣٩⦘ فعقر العباس وجعل لا يستطيع أن يقوم، فأرسل غلامه إلى الحجاج فقال: ويلك ماذا جئت به، وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. فقال الحجاج للغلام: قل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره. فلما بلغ الغلام باب الدار، قال: ابشر يا أبا الفضل، فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله فيها، واصطفى صفية بنت حُيي وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك، فجمعت امرأته ما كان عندها من متاع وحلى فدفعته إليه، ثم سرى به، ثم أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه ذهب وقالت: لا يحزنك الله أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني إلا هو، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت: أظنك والله صادقًا. قال: فإني صادق والأمر على ما أخبرتك. ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل.

قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله ثم يذهب. فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسروا. لأحمد والموصلي والبزار والكبير (١).


(١) أحمد ٣/ ١٣٨، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (١٨١٦)، وأبو يعلى ٦/ ١٩٤ - ١٩٧ (٣٤٧٩)، والطبراني ٣/ ٢٢٠ - ٢٢١ (٣١٩٦)، قال الهيثمي ٦/ ١٥٤ - ١٥٥: رجال أحمد رجال الصحيح.