٦٦٤١ - أبو هريرة: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذ بطن الوادي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في كتيبة فنظر فرآني فقال:((أبو هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله فقال: ((اهتف لا يأتيني إلا أنصاري)) فأطافوا به، ووبشت قريش من أوباش لها وأتباع فقالوا نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سألنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم)) ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى.
وزاد في رواية: وقال: ((احصدوهم حصدًا)) ثم قال: ((حتى توافوني بالصفا)) فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل، أحدًا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئًا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال:((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)) فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة
⦗٤٨⦘ بعشيرته، وجاء الوحي فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الأنصار)) فقالوا: لبيك يا رسول الله. قال:((قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته؟)) قالوا: قد كان ذاك. قال:((كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم)) فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله فقال: ((إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)) فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم، وأقبل - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت، وأتى على صنم إلى جانب البيت كانوا يعبدونه، وفي يده - صلى الله عليه وسلم - قوس وهو آخذ بسيته، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول:{جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا} فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. لمسلم.
وفي رواية أبي داود:((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن)) فعمدت صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغص بهم، وطاف النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب فخرجوا فبايعوه - صلى الله عليه وسلم - (١).