٦٨١٦ - وعنه: أنَّ ابن عمر، والله يغفرُ له، أوهم إنما كان هذا الحيُّ من الأنصار وهم أهل وثنٍ مع هذا الحيّ من اليهود، وهم أهل كتابٍ، فكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثيرٍ من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يؤتُوا النساء إلا على حرفٍ، وذلك أسترُ ما تكونُ المرأةُ، فكان هذا الحىُ من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحىُّ من قريشٍ يشرحون النساء شرحًا منكرًا، ويتلذذون منهنَّ مقبلاتٍ ومدبراتٍ ومستلقياتٍ، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوجَّ رجل منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يصنعُ بها ذلك، فأنكرتهُ عليه، وقالت: إنا كنَّا نؤتى على حرفٍ فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى شرى أمرُهما، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: ٢٢٣] أي مقبلاتٍ أو مدبراتٍ أو مستلقياتٍ، يعني بذلك موضع الولد. لأبي داود (١).
(١) أبو داود (٢١٦٤). قال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (١٨٩٦): حسن.