٧١١٠ - وفي أخرى: وقعد صفوانُ بنُ المعطلِ لحسان بن ثابتٍ بالسيف فضربهُ ضربةً، فقال صفوانُ حين ضربهُ:
تلق ذبابَ السيفِ عنك فإنني ... غلامٌ إذا هوجيتُ لستُ بشاعرِ.
ولكنني أحمي حماىَ وأنتقم ... من الباهت الرامي البراة الطواهر.
فصاحَ حسانُ: فاستغاثَ الناسُ، فلمَّا جاءَ الناسَ فرَّ صفوانُ، فجاءَ حسانُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فاستعداهُ على صفوانَ في ضربته إياهُ، فسألهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يهب لهُ ضربة صفوان إياهُ، فوهبها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فعاضهُ - صلى الله عليه وسلم - حائطًا من نخلٍ عظيمٍ وجاريةً تُدعى سيرينُ، ولدت لحسان ابنهُ عبدُ الرحمن الشاعرَ.
⦗١٧٥⦘ وفيه: فقيل في أصحابِ الإفك أشعارٌ، قال أبو بكرٍ لمسطحٍ: وكان يُدعى عوفًا.
يا عوفُ ويحك هلا قلت عارفةً ... منَ الكلام ولم تبغ به طمعا.
هلا حربت من الأقوام إذا حسدوا لمَّا رميت حصانًا غير مقرفةٍ ... فلا تقولُ وإن عاديتهم قذعا.
فيمن رماها وكنتُم معشرا إفكا ... أمينةُ الجيبِ لم تعلمْ لها خضعا.
فأنزل الله عذرًا في براءتها ... في سيئ القول من لفظ الخنا شرعًا.
فإن أعش أُجزِ عوفًا في مقالته ... وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا.
سوء الجزاء بما ألفيتُهُ تبعا.
وقالت أمُّ سعدِ بن معاذ:
شهد الأوس كلها وفتاها ... والخماسي من نسلها والعظيمُ.
أنَّ بنت الصدِّيق كانت حصانا ... عفَّة الجيب ديُنها مستقيمُ.
تتقي الله في المغيبِ عليها ... نعمة الله سرُّها ما يريمُ.
خيرُ هدي النساءِ حالاً ونفسًا ... وأبا للعُلا نماها كريمُ.
ليتَ سعدًا وختامها ومن رماها ... بسوءٍ في كظاظٍ حتى يئوبَ الظليم.
وقال حسانُ معتذرًا:
حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ ... وتصبحُ غرثى من لحوم الغوافل.
خليلةُ خيرِ الناسِ دينًا ومنصبًا ... نبيُّ الهُدى والمكرمات الفواضل.
إلى أن قالَ:
فإن كانَ ما قد جاءَ عني قلتُهُ ... فلا رفعتُ سوطي إلى أناملي.
وأنَّ الذي قد قيل ليس بلائطٍ بك ... الدهرُ بل قولُ امرئٍ غير ماحلٍ.
وقال في الذين جلدوا:
لقد ذاق عبدُ الله ما كان أهلهُ ... وحمنةُ إذ قالوا هجيرًا ومسطح.
تعاطوا برجمِ الغيب زوجَ نبيهم ... فآذوا رسولَ الله فيها وعمَّمُوا ... وسخطةُ ذي العرش الكريم فأبرحُوا.
⦗١٧٦⦘ مخازيَ سوءٍ حلَّلٌوها وفضحُوا (١).
للكبير.
(١) الطبراني ٢٣/ ١١١، وقال الهيثمي ٩/ ٢٣٢ - ٢٣٦: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح.