٧١٤٨ - نيارُ بنُ مكرم الأسلميِّ: لمَّا نزلت: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ}[الروم: ١: ٤] فكانت فارس يوم نزلت هذه الآيةُ قاهرين الروم، وكان المسلمون يُحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل الكتابِ، وفي ذلك قوله تعالى {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الروم: ٤: ٥] وكانت قريشٌ تحبّ ظهور فارسٍ، لأنهم وإياهُم ليسوا بأهلِ كتابٍ، ولا إيمانٍ ببعثٍ، فلمَّا نزلت هذه الآيةُ: خرجَ أبو بكرٍ
⦗١٨٣⦘ يصيحُ في نواحي مكة {الم غلبت الروم إلى سنين} قال ناسٌ من قريش لأبي بكرٍ: فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبُكم أنَّ الروم ستغلبُ فارسًا في بضعِ سنين، أفلا نراهنكَ على ذلك؟
قال: بلى، وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكرٍ والمشركون، وتواضعُوا الرهانَ، وقالوا لأبي بكرٍ: كم تجعل البضعَ؟
فسمُّوا بينهم ستَ سنينَ، فمضت الستُ قبل أن يظهرُوا، فأخذ المشركون رهن أبي بكرٍ، فلمَّا دخلت السنةُ السابعةُ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فعابَ المسلمونَ على أبي بكرٍ تسميةَ ست سنين، قال: لأنَّ الله قال: في بضعِ سنين، وأسلمَ عند ذلك ناسٌ كثيرٌ (١). للترمذي.
(١) الترمذي (٣١٩٤). قال: صحيح حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (٢٥٥٢).