للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٤٦٣ - أنس: كان وهبُ بنُ عميرٍ شهدَ أحدًا كافرًا فأصابتُه جراحةٌ، فكان في القتلى؟

فمرَّ به رجلٌ من الأنصارِ، فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهرهِ ثم تركه، ولما دخل الليلُ وأصابهَ البردُ لحق بمكةَ فبرأ فاجتمع هو وصفوانُ بنُ أميةَ في الحجرِ، فقال لصفوانَ: لولا عيالي ودينٌ عليَّ لأحببتُ أن أكون أنا الذي أقتلُ محمدًا بنفسي، فقال صفوانُ: فعيالُكَ وديُنك عليَّ، فخرج فشحذ سيفه وسمَّه، ثم خرجَ إلى المدينةِ، فلما قدمها رآه عمرُ فهاله ذلك وشقَّ عليه، وقال لأصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إني رأيتُ وهبًا قدم فرابني قدومُه وهو رجلٌ غادرٌ فأطيفوا بنبيِّكم، فأطافوا به، فجاءَ وهبُ فوقف على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: أنعم صباحًا يا محمدُ، فقال: ((قد أبدلنا الله خيراً منها))، وقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أقدمك؟)) قال: جئتُ أفدي أساراكم، قال: ((ما بالُ السيفِ؟)) قال: أما إنا قد حملناها يوم بدرٍ فلم يفلحنَ ولم ينجحنَ، قال: ((فما شيءٌ قلتَ لصفوانَ وأنتما بالحجر؟ لولا عيالي وديني لكنتُ أنا الذي أقتل محمدًا بنفسي))، فأخبره - صلى الله عليه وسلم - الخبرَ، فقال وهبُ: هاه كيفَ قلتَ؟ فأعاد عليه قالَ وهبٌ: قد كنت تخبرُنا خبر أهلِ الأرضِ فنكذبُك، فأراك تُخبرُ خبر أهلِ السماءِ، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله، فقالَ: يا رسولَ، الله أعطني عمامتك، فأعطاه - صلى الله عليه وسلم - عمامته، ثم خرجَ راجعًا إلى مكةَ، فقال عمرُ: لقد قدم وإنه أبغضُ إليَّ من الخنزير ثُمَّ رجعَ وهو أحبُ إليَّ من ولدي (١). للكبير.


(١) الطبراني ١٧/ ٦١ - ٦٢،وقال الهيثمي ٨/ ٢٨٧: رجاله رجال الصحيح.