٨٤٦٧ - عمر: جاءَ أعرابيٌّ من بني سُليم قد صادَ ضبًا وجعله في كُمِّه، فأقبل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا محمدُ ما اشتملتِ النساءُ على ذي لهجةٍ أكذبَ منك وأنقصَ ولولا أن تسميني العربُ عجولاً لعجلتُ عليك فقتلتُك، فقال عمرُ: يا رسولَ الله! دعني أقتلُه، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما علمتَ أنَّ الحليمَ كاد يكون نبيًا))، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أعرابي ما حملك على أن قلت غير الحقّ ولم تُكرم مجلسي؟)) فقالَ الأعرابيُّ: واللات والعزى لا آمنتُ بك حتى يُؤمنَ هذا الضبُّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا ضبُ من تعبدُ؟)) فقال الضبُّ: بلسانٍ عربيِّ مبينٍ: لبيكَ وسعديكَ يا رسولَ الله! أعبدُ الذي في السماءِ عرشُه، وفي الأرضِ سلطانهُ، وفي البحر سبيلُه، وفي الجنة رحمته، وفي النارِ عذابهُ، قال:((فمن أنا؟)) قال: أنتَ رسولُ ربِّ العالمين، وخاتمُ النبيين قد أفلح من صدَّقك، وقد خابَ من كذَّبكَ، فقال الأعرابيُّ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنكَ رسولُ الله حقًا، والله لقد أتيتُك وما على الأرض أبغضُ إليَّ منك، ووالله لأنت الساعةَ أحبُّ إليَّ من نفسي ومن والدي، فقد آمنتُ بك بشعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي، الحديث. وفيه أنه أخبر بهذا ألفًا من قومِه فأسلموا جميعًا. للأوسط والصغير مطولاً. قلت: الحديث وَهَّاهُ الذهبيُ في الميزانِ (١).
(١) الطبراني في ((الأوسط)) ٦/ ١٢٧ - ١٢٩،و ((الصغير)) (٥٩٩٦)،٢/ ١٥٣ - ١٥٦ (٩٤٨)،وقال الهيثمي ٨/ ٢٩٢ - ٢٩٤: رواه الطبراني في ((الصغير)) و ((الأوسط)) عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري، وقال البيهقي: والعمل في هذا الحديث عليه، وبقية رجاله رجال الصحيح.