٨٧٩٧ - الليث بن سعد قال: أبى الحسينُ أن يستأسر فقاتلوه، فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه، وانطلق بعليِّ بن حسينٍ وفاطمةَ وسكينة بنتي حسين إلى ابن زيادٍ، فبعثَ بهم إلى يزيد، فأمر بسكينةَ فجعلها خلف سريره؛ لئلا ترى رأس أبيها، وعلي بن حسين في غلٍ وهو غلامٌ، فوضع رأس الحسين، وقال يزيدُ: نعلقُ هامًا البيتِ، وقال عليُّ بنُ الحسين:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ}[الحديد:٢٢] فقال يزيدُ: بل بما كسبت أيدكم ويعفُو عن كثيرٍ، فقال علي: أما والله لو رآنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مغلولينَ لأحبَّ أن يحلنا من الغلِّ، قال: صدقت، فحلوهم ففعلوا، وقال:
⦗٥٣٥⦘ ولو وقفنا بينَ يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على بُعدٍ لأحبَّ أن يقربنا، قالَ: صدقتَ، فقربُوهُم، فجعلت فاطمةُ وسكينةُ تتطاولان لتريان رأسَ أبيهما، وجعل يزيدُ يتطاولُ في مجلسهِ ليسترَ الرأسَ، ثم أمرَ بهم فجُهزُوا وأصلحَ إليه، وأُخرجُوا إلى المدينةِ (١).