للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩١٥٦ - صهيب رفعه: ((كان ملك فيمن كان قبلكم, وكان له ساحر, فلما كبر قال للملك: قد كبرت فابعث إلى غلاماً أعلمه السحر فبعث إليه غلاماً يعلمه,

⦗٢٩⦘ وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب, وقعد إليه, فإذا أتى الساحر ضربه فشكى ذلك إلى الراهب, فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي, وإذا خشيت أهلك فقل: حبسنى الساحر, فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس, فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس, فرماها فقتلها ومضى الناس, فأتى الراهب فأخبره, فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني, وقد بلغ من أمرك ما أرى, وأنك ستبتلى, فإن ابتليت فلا تدل علىَّ, وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء, فسمع جليس للملك كان قد عمى به, فأتاه بهدايا كثيرة, فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني, قال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى, فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك, فآمن بالله فشفاه الله تعالى فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال ربي, قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام, فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل؟ فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب, فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك, فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه, ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك, فأبى, فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا, فاصعدوا به, فإذا بلغتم ذروته, فإن رجع عن دينه إلا فاطرحوه, فذهبوا به, فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت, فرجف بهم الجبل فسقطوا

وجاء يمشي إلى الملك, فقال له الملك: ما فعل أصحابك فقال: كفانيهم الله تعالى, فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر, فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه, فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت, فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك, فقال له الملك: ما فعل

⦗٣٠⦘ أصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى, فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به, قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع, ثم خذ سهماً من كنانتي, ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارم به, فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني, فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع وأخذ سهماً من كنانته, ثم وضع السهم في كبد القوس, ثم قال: بسم الله رب الغلام, ثم رماه فوقع السهم في صدغه, فوضع يده في صدغه موضع السهم فمات, فقال الناس: آمنا برب الغلام, آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك, قد آمن الناس, فأمر بالأخدود بأفواه السكك, فخدت وأضرم فيه النيران, وقال: من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها, أو قيل له اقتحم, ففعلوا, حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيه فقال لها الغلام: يا أمه اصبرى فإنك على الحق)). لمسلم (١).


(١) مسلم (٣٠٠٥).