للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لغير ذلك، فمثل هؤلاء يصح لهم أن يكتبوا ذكرياتهم لأنفسهم أو لأولادهم وأحفادهم، قال الأستاذ علي الطنطاوي- رحمه الله تعالى- في ذكرياته:

((أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتَّخذ له دفتراً يدوِّن فيه كل عشية ما رأى في يومه، لا أن يكتب ماذا طبخ وماذا أكل، ولا كم ربح وكم أنفق، فما أريد قائمة مطعم ولا حساب مصرف، بل أريد أن يسجل ما خطر على باله من أفكار وما اعتلج في نفسه من عواطف، وأثر ما رأى أو سمع في نفسه، لا ليطبعها وينشرها فما كلُّ الناس من أهل الأدب والكتابة والنشر ولكن ليجد فيها يوماً نفسه التي فقدها)) (١).

لكن قد تساوي ذكريات بعض الدعاة ممن ليست له دُربة أدبية ولا لغة راقية ذكريات جماعة كبيرة من الأدباء من حيث قيمتها وأهميتها، فيمكن للأخ الداعية أن يسطرها للنشر بلغة مقبولة على الأقل مرتفعة عن الخطاب السوقي العامي، وسيعوض غزارة ما فيها من ذكريات مهمة النقص في الأسلوب أو الركاكة في بعض الجُمل، والله أعلم (٢).

والذي ينبغي على كل من انصرفت همته لكتابة ذكرياته ونشرها الآتي:

١ - التعجيل بكتابتها قبل الهرم والشيخوخة، فإن المرء


(١) ((ذكريات)): ٩.
(٢) انظر رقم ٤ الآتي.

<<  <   >  >>