للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكنيسة بعد صلب المسيح وقيامه وصعوده، وبذلك تكون الكنيسة الكاثوليكية نهاية للتاريخ، والتجسيد الماثل في العالم لمملكة الله على الأرض (١).

وبالرغم من نجاح هذه التفسيرات في إبقاء المسيحية بعيدة عن اليهودية ولو بصورة جزئية، إلا أن انقسام الكنيسة إلى غربية وشرقية أضعف الكنيسة، وساهم بصورة أو بأخرى في تشويه ما قد تبقى من رسالة عيسى الحقيقية، واستمرت الأمور على هذا النحو حتى مطلع القرن السابع بمجيء الإسلام الذي أعاد الأمور إلى نصابها، بكشف النقاب عن رسالة المسيح الحقيقية وأنصافها.

[الانقلاب البروتستانتي]

في القرن الخامس عشر الميلادي، ازدادت الأمور سوءاً، فبدلاً من التفسير الرمزي للكتاب المقدس، والذي اعتمدته الكنائس المسيحية المعروفة الكاثوليكية والأرثوذكسية، ظهرت ما سميت بحركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر، الذي رفض التفسير الرمزي للكتاب المقدس، ودعا إلى الأخذ بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس، وأعلن أن تفسير الكتاب المقدس ليس حكراً على البابا، بل من حق المؤمنين القيام بذلك (٢)، وكان ذلك بداية تهويد المسيحية، ودخولها في أحضان التوراة، والكهنة والحاخامات اليهود، الذين جاء عيسى المسيح عليه السلام لمحاربتهم.

فكما وضحنا سابقاً، فقد كان المسيحيون يكرهون اليهود، ويبغضونهم، ويضطهدونهم طوال القرون الماضية، حيث كانوا ينظرون إليهم على أنهم قتلة المسيح، وأنهم من أشد الطوائف التي قامت بتعذيب واضطهاد تلاميذ المسيح والمسيحيين الأوائل، ولكن هذه النظرة تغيرت بعد حركة الإصلاح الديني التي دعا لها (مارتن لوثر)، الذي تنظر له الفرق البروتستانتية على أنه المصلح، الذي قاد حركة الإصلاح الديني المسيحي في مواجهة البابوية الكاثوليكية، التي كانت تبيع


(١) المسيحية والتوراة ـ شفيق مقار ص٦١
(٢) حياة لوثر زعيم الإصلاح ـ ا. موريس - ترجمة القس باقي صدقه- ص٣٦ - دار الثقافة المسيحية/ القاهرة - ط٢

<<  <  ج: ص:  >  >>