للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في السودان (١). وحاول تنظيم القاعدة أن يواصل ما يقضي به الإيمان، لكنه ما لبث أن تحول في نظر الذين قاموا على إنشائه، من كتائب جهاد إسلامي إلى عصابات إرهاب إجرامي (٢).

[ابن لادن في السودان]

في السودان أحاط ابن لادن نفسه بأفغان عرب، وبدأ مجموعة من الاستثمارات الاقتصادية، التي اعتبرتها المخابرات الغربية وسيلة لدعم الإرهاب الأصولي في العالم، وعاش ابن لادن بوصفه رجل أعمال لمدة خمس سنوات في منفاه السوداني، حيث كانت علاقاته متينة مع حسن الترابي زعيم الجبهة القومية الإسلامية .. ومول المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي جمع الحركات الإسلامية وبعض الحركات المعارضة بتنظيم من الترابي في الخرطوم .. كما حاول تطوير تنظيمه (القاعدة). ولكن نشاطاته سببت صعوبات للسودان، ودفعت بالأميركيين إلى الضغط على السعودية، لإصدار قرار توقيف بحقه فكان لهم ما أرادوا .. حيث اتهمته السعودية بدعم الإرهاب في الجزائر ومصر، وباتصالات مع معارضين دينيين حاولوا إنشاء منظمة مستقلة لحقوق الإنسان في المملكة في بداية ١٩٩٦م .. وكانت السلطات السعودية قد جردته من جنسيته السعودية عام ١٩٩٤م.

[الالتقاء مع جماعات إسلامية والكفاح ضد أميركا]

مع تزايد الضغوط السعودية والغربية على السودان، تخوف ابن لادن من احتمال تسليمه للسعودية، فغادر الخرطوم في مايو ١٩٩٦م عائداً إلى أفغانستان .. وتزامن ذلك مع بروز حركة الطلبان ودخولها كابل في سبتمبر ١٩٩٦م، حيث سهل ذلك استقرار ابن لادن في أفغانستان إذ أصبحت علاقته وطيدة مع الملا محمد عمر زعيم الطالبان. وفي منفاه الأفغاني، أعاد ابن لادن تنظيم شبكاته واتصالاته بقياديين إسلاميين، وباشر نشاطه السياسي بالاتصال والاجتماع إلى هؤلاء وفتح


(١) باسم أسامة بن لادن: رولان جاكار - خدمة كامبردج بوك ريفيوز
(٢) من نيويورك إلى كابول- محمد حسنين هيكل ص١٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>