للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وآله الطاهرين.

وبعد:

فإنه وصل السؤال من سيدي العلامة المفضال، بركة الآل إبراهيم بن محمد بن إسحاق (١) - لا برح في ألطاف المهيمن الخلاق - وحاصل السؤال:

ما يترجح لدى المسئول الحقير محمد بن علي الشوكاني - غفر الله لهما - في الوصية للوارث، وأرسل - حفظه الله - برسالة للسيد العلامة المجتهد محمد بن إسماعيل الأمير - رحمه الله - حرر فيها جواز الوصية للوارث، وأوضح رجوعه عن اجتهاده الأول، وهو جواز عدم الوصية للوارث، وسمى هذه الرسالة " إقناع الباحث بإقامة الأدلة بصحة الوصية للوارث " (٢) فأمعنت النظر في جميع ما حرره وعول عليه في الجواز، فلم أقف في تلك الرسالة على شيء يوجب المصير إلى جواز الوصية للوارث، ولا عثرت فيها على دليل يسوغ الرجوع عن اجتهاده الأول (٣) ولكنه قد فعل ما يجب عليه من العمل بما


(١) ابن المهدي أحمد بن الحسين بن الإمام القاسم بن محمد ولد سنة ١١٤٠ هـ ونشأ بصنعاء أخذ العلم عن والده وعن الشيخ العلامة علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر، له مكارم وفضائل وحسن أخلاق.
قال الشوكاني في " البدر الطالع " في ترجمته رقم (١٤): " وكم تصل إلى عندي منه رسائل ونصائح فيما يتعلق بشأن الدولة، ويأخذ علي أنه لا يحل السكوت، وكثيرا ما تفد علي منه سؤالات أجيب عنها برسائل كما يحكي ذلك مجموع رسائلي مع أنه نفع الله به إذ ذاك عالي السن قد قارب السبعين وأنا في نحو الثلاثين وهذا أعظم دليل على تواضعه، مات سنة ١٢٤١ هـ.
" نيل الوطر " (١/ ٢٥٣). " البدر الطالع " رقم (١٤).
(٢) انظرها في المجموع " عون القدير من فتاوى ورسائل ابن الأمير " بتحقيقي رقم (١٣٠).
(٣) اجتهاده الأول وهو تحريم الوصية للوارث.
انظر: " منحة الغفار على حاشية ضوء النهار " (٤/ ٢٤٦٤)، " سبل السلام " (٥/ ٢٨٤) بتحقيقي.