للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السائل ـ كثر الله فوائده ـ ...

السؤال الثاني: عن حديثِ: «إنما الأعمالُ بالنيات» هل هو من المتواترِ كما ادَّعاه بعضٌ، أو من الغريب المشهورِ كما قال به آخرون، أو من الغير المشهورِ كما قال به جمعٌ، وهل هو في درجةِ الصحةِ أو درجةِ الضعف؟ أفيدونا ما هو الصحيحُ لديكم فإنا في حاجة إليه.

أقول: هذا الحديثُ ثابتٌ في صحيح البخاري (١) ومسلم، (٢) والسننِ الأربعِ، (٣) وقد رواه سائر الأئمة المشهورين (٤) إلا الإمام مالكٍ فلم يَرْوِهِ في الموطَّأ، (٥)، ووهم من زعمَ أنه في الموطأ، (٦) ولكنه أخرجه النسائي (٧) من طريق مالك. وقد جزم الترمذيُّ والنسائي، والبزَّار، وابن السكن وغيرهم (٨) بأنه لم يروهِ عن النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم [٥]ـ إلا عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه ولا رواه عن عمرَ إلا علقمةُ بن وقاص الليثي، ولا رواه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي، ولا رواه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بنُ سعدُ الأنصاري، ثم اشتهر عن يحيى، ورواه الجمعُ الجمُّ، وتلقَّاه الناس بالقَبولِ، فهو في


(١) في صحيح رقم (١).
(٢) في صحيحه رقم (١٩٠٧).
(٣) أبو داود رقم (٢٢٠١)، والترمذي رقم (١٦٤٧)، والنسائي (١/ ٥٨)، وابن ماجه رقم (٤٢٢٧).
(٤) أخرجه أحمد في (المسند) (١/ ٢٥، ٤٣)، والدارقطني في (السنن) (١/ ٥٠ رقم ١)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (١/ ٤١).
(٥) بل أخرجه مالك في (الموطأ) (ص٣٤١ رقم ٩٨٣) برواية محمد بن الحسن الشيباني.
(٦) في حاشية المخطوط ما نصه:
قلت: قد رواه مالك في (الموطأ) رواية محمد بن الحسن الشيباني كما ذكره السيوطي متعينًا لهذا القول المتقول عن الحافظ ابن حجر وقد رأيته كذلك في موطأ محمد وعلى هذه النسخة شرح على القاري في هذا الموطأ زيادة ونقص وتقديم وتأخير.
(٧) في (السنن) (١/ ٥٨).
(٨) ذكره الحافظ في (التلخيص) (١/ ٩١ ـ ٩٢).