للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورُوينا في صحاحِ ... الجوهري الغَرْطرَّا

إن جيحانَ بقطرِ الشامِ ... نهرٌ ليس يكرى

ثم في شرح النواوي ... جعلَه زورًا ونُكرى

وأقول: بل الغلطُ ما ذكره الشيخ محيي الدين، فإنه أثبت ما هو شبهُ الأخصِّ، ونفيَ ما هو شبهُ الأعمِّ، وكلَّما وُجِدَ الأخصُّ وجِدَ الأعمُّ، فإنه إذا صدقَ الإنسانُ صدقَ الحيوانِ بالضرورةِ، فإذا كان جيحانُ [١١] بالمصيصة كما ذكره كان بالشام؛ إذ لا خلافَ أن المصيصةَ من بلاد الشام .. وقولُه: الأرمنُ لم يتعرض لها في القاموسِ في مظانها ولم يبيِّنْ معناها، ولكنِ استطردَ ذكرَها في مادة (ط ر س) فقال ما لفظه (١): وطرسوسٌ كجلزونٍ بلدٌ إسلامي مخصِبٌ، كان للأرمن ثم أُعيدَ إلى الإسلام في عصرنا ... انتهى.

فظهر منه أنهم قومٌ كفَّار، أو ملكٌ كافر. وأذنةُ محرَّكةً بلد قرب طرطوسٍ. وقوله كجلزونٍ، هذا اللفظ كثيرً ما يزينُ به ولم يذكره في موضعه في كتابه، ولا بين معناه ومما زان به العَربُوس. وهذا كما ذكر البقْسَ (٢) وقال إنه شجرٌ كالآسِ ورقًا وجَبًا، أو هو [الشمساد] (٣) ولم يذكر [الشمسارَ] (٤) في موضعهِ، وهذا تعريف بمجهولٍ، بل يُخِلُّ


(١) (ص٧١٣).
وذكرها (ص٦٨٤) في مادة (أ ي س) وتأيَّسَ: لانَ وكسحابٍ بلد للأرمن فُرْضَةَ تلك البلاد صارت للإسلام. ?
الأرمن: سكان أرمينية، وهي بلد معروف يضمُّ كورًا كثيرة وهي أمةٌ كالروم. فتحت في زمن عثمان، فتحها سلمان بن ربيعة الباهلي سنة ٢٤هـ. انظر: (الروض المعطار) (ص٢٥).
(٢) قال في (القاموس) (ص٦٨٧): البقسُ يقال: بَقْسيسٌ: شجر كالآسي ورَقًا وحبًا، أو هو الشّمْشاذُ قابض، مُجفَّفٌ.
(٣) كذا في المخطوط والذي في القاموس الشّمْشاذُ. قال في (المعجم الوسيط) (١/ ٤٩٣) والشَّمذة شجرة تُعد لتمتد عليها شجرة متسلِّقة جمعها شُمُذ وشِماذ ولعل ذلك معروف، فلم يُبيِّن معناه واكتفى بذكره.
(٤) كذا في المخطوط والذي في القاموس الشّمْشاذُ. قال في (المعجم الوسيط) (١/ ٤٩٣) والشَّمذة شجرة تُعد لتمتد عليها شجرة متسلِّقة جمعها شُمُذ وشِماذ ولعل ذلك معروف، فلم يُبيِّن معناه واكتفى بذكره.