للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحاح (١): إنه معرّب. وزاد في الريحانة أنه معرّبُ دَرِم، وعزا في ذلك قصةٌ إلى ما ذكره السُّكريُّ في شرح ديوان الأعشي، ويمكن توجيهُ العبارة بأنه على عادتِهم في تغيير الألفاظِ للتعريب.

وظاهر صنعِ صاحب النهايةِ (٢) يقضي بأنه من جاحه، ألا تراه ذكَرَهُ في مادة (ج ي ح) فجعل أصولَه الجيمَ والألفَ المنقلبةَ عن الياء والحاء المهملة فهو من الاجتياحِ على هذا إن كان لا يعتبرُ الزائدُ الأول لأن هذا ليس منه كما لا يخفى.

وأما صاحب القاموس (٣) فذكره في باب النونِ فجعل أصولَه (ج ح ن) وجعلَ أيضًا جيحونَ من هذه المادةِ كما نقله شيخُنا عنه، وذكر في القاموس (٤) أن جيحانُ معرَّبُ جِهَانَ.

قلت: ولعلَّ التعريبَ هو الوجهُ في جعْلِه النونَ أصليةً، إذ لا اشتقاقَ الجهانَ الذي جيحانُ معرَّبُهُ بخلافِ سيحانَ فليس بمعرَّب شيء بل هو مشتقٌّ من السَّيْحِ، فذكره في (س ي ح). (٥)

قوله ـ نفع الله بعلومه ـ: وأما تعيينُ النهر الذي من الجنة منهما فقد عيَّنه المفسِّرون لما في كلام النبوةِ، وأنه جيحانُ لا جيحونُ كما تقدم عن صاحب النهاية (٦) وغيرِه.

أقول: قد عيَّنه النبيُّ ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ بصريح قولِه: «سيحانُ وجيحانُ، والنيلُ والفراتُ كلِّ من أنهار الجنةِ» وإنما عيَّن المفسرونَ (٧) في أي موضع هو


(١) (٥/ ١٩١٨): الدرهم فارسي معرب.
(٢) (١/ ٣٢٣ ـ ٣٢٤).
(٣) (ص١٥٣٠).
(٤) (ص١٥٣٠)
(٥) (ص٢٨٨).
(٦) (١/ ٣٢٣ ـ ٣٢٤).
(٧) انظر: (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي (١٣/ ١٠٤)، (١٦/ ٢٣٧).