للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواو (١) والمعنى: وما شاء ربك من الزيادة.

ويجاب عنه بأنه إخراج لحرف الاستثناء عن معناه إلى معنى يخالفه ويناقضه بغير دليل. الجواب الثاني عشر: أن قوله: {إلا ما شاء ربك} معناه كما شاء ربك، كقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} أي إلا كما قد سلف. والجواب عنه كالجواب عن الذي قبله.

الجواب الثالث عشر: أن هذا الاستثناء هو على سبيل الاستثناء الذي ندب إليه الشرع في كل (٢) كلام بقوله: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٣)، وقوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (٤) وقد ذكر نحو هذا أبو عبيد (٥)، والفراء (٦) ويجاب عنه بأنه خروج عن الظاهر، والتشريع الوارد في التقييد بالمشيئة هو باب آخر بلفظ آخر لمعنى أخر (٧).


(١) انظر زاد المسير (٤/ ١٦٠ - ١٦١)
(٢) قال القرطي في "الجامع لأحكام القرآن" (٩/ ١٠١ - ١٠٢): فهو استثناء في واجب، وهدا الاستثناء في حكم الشرط كذلك كأنه قال: إن شاء ربك، فليس يوصف. بمتصل ولا منقطع ويؤيده ويقويه قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ}.
(٣) الكهف:٢٣ - ٢٤.
(٤) الفتح: ٢٧.
(٥) في " معاني القران " (٢/ ٢٨) فقد قال: تقدمت عزيمة المشيئة من الله تعالى في خلود الفريقين إلي الدارين فوقع لفظ الاستثناء- والعزيمة قد تقدمت في الخلود- قال: وهذا مثل قوله تعالى: & لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وقد علم أكم يدخلونه حتما فلم يوجب الاستثناء في الموضعين خيارا، إذ المشيئة قد تقدمت بالعزيمة في الخلود في الدارين والدخول في المسجد الحرام.
(٦) في "معاني القرآن" (٢/ ٢٧ - ٢٨).
(٧) انظر "الكوكب المنير" (٣/ ٢٩٣ - ٣٠٨)