للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"يواقيت (١) السير": أنه حين مات أبو بكر؛ قال علي عليه السلام: "رض الله عنك، والله لقد كنت بالناس رؤوفا رحيما " (٢) انتهى.

وقد روى أئمة الحديث والسير عن أمير المؤمنين: أنه كان يترضي عن الصحابة، ويترحم عليهم، ويمدحهم ويبالغ في الثناء، وذلك أمير معروف عند أهل العلم، ولكنا اقتصرنا على نقل كلام أولئك الأئمة من أولاده، لأن روايتهم أقطع لعرق الشك، وأحسم لداء اللجاج من رواية غيرهم.

فهل يليق من يعد نفسه من شيعة أمير المؤمنين أن يخالفه هذه المخالفة، قيلعن من كان يرضي عنه ويترحم عليه؟!

وهل هذا إلا من المعاندة له عليه السلام والمخالفة [٤١ ب] لهديه القويم، والخروج عن الصراط المستقيم؟!

فأي خير في تشيع يفضي إلي ميل ويوقع في الهلكة كما ورد: " أنه يهلك فيك فرقتان: محب غال، ومبغض قال " (٣)


(١) اسم الكتاب " يواقيت السير في شرح سيرة سيد البشر وأصحابه العشرة الغرر والأئمة المنتجين الزهر " وهو الجزء الخامس من موسوعة المؤلف " غايات الأفكار ونهايات الأنظار" يشتمل على سيرة أئمة الزيدية من الإمام علي عليه السلام إلي أئمة عصره مرتب على ثمانية كتب.
مؤلفات الزيدية (٣/ ١٧٢) وأعلام المؤلفين الزيدية (ص:٢٠٩).
(٢) أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة رقم (١٢٢, ١٧٨) عن أبي سريحة شيخ من أحمس قال: سمعت عليا يقول: " ألا إن أبا بكر كان أواه منيب القلب، ألا وإن عمر ناصح الله فنصحه الله " بإسناد ضعيف لضعف كثير النواء.
(٣) أخرجه أبو يعلى في المسند (١/ ٤٠٦ - ٤٠٧ رقم ٢٧٤/ ٥٣٤) وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند (١/ ١٦٠) وابن أبي عاصم في السنة رقم (٩٨٣ - ٩٨٧) و (١٠٠٤ - ١٠٠٥) وأحمد في فضائل الصحابة رقم (٩٥١, ٩٥٢, ٩٦٤, ١١٤٧) والبزار رقم (٢٥٦٦ - كشف) والحاكم في المستدرك (١٢٣١٣).
والبغوي في الجعديات رقم (١٢٦) والأصبهاني في الحجة (٢/ ٣٦٧رقم ٣٦١) من طرق عن على.
صححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: الحكم بن عبد الملك وهاه ابن معين.
قلت: وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، وليس بقوي وقال أبو داود: منكر الحديث وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال يعقوب بن شوبة: " ضعيف الحديث جدا، له أحاديث مناكير ".
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٣٣): وقال: رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى. وفي إسناد عبد الله وأبي يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف، وفي إسناد البزار محمد بن كثير القرشي الكوفي وهو ضعيف.
قلت: وفي بعض الطرق مرسلة لأن أبا البحتري لم يلق عليا ويرسل عنه، كما قال شعبة وأبو حاتم الرازي (المراسيل ص: ٧٤).
وفي بعض الطرق إسنادها حسن كطريق أبي مريم ...