للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - إن التوسل بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ورد في حديث الأعمى هو في التحقيق توسل بدعائه وشفاعته لا بذاته، لأن الأعمى طلب من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدعو له، ليرد الله عليه بصره (١) فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدعو هو أيضا، ويسأل أن يقبل الله شفاعة نبيه فيه، فقوله في دعائه: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي شفاعة نبيك بدعائه، فكان الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا شافعا له بالدعاء، وهو سائل قبول شفاعة الرسول، ولهذا قال في دعائه أيضا: اللهم فشفعه في.

وهكذا كان توسل الصحابة به - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حياته، فلما مات توسلوا بدعاء غيره، ولم ينقل عن أحد منهم أنه التجأ إلى قبره، وطلب منه الدعاء لقضاء حاجته، ولو كان ذلك مشروعا لفعلوه، وأكبر دليل على ذلك وأوضحه استسقاء عمر بالعباس (٢).


(١) انظر " الدر النضيد في إخلاص التوحيد " وهي ضمن هذا القسم- العقيدة- برقم (٤).
(٢) " منهج الإمام الشوكاني في العقيدة " تأليف\ د. عبد الله نومسوك. (١/ ٣٣٢ - ٣٣٣).