كنت فتاة مدللة في منزل والدي، أحاطني الجميع برعاية خاصة وعناية تامة في ظل إخوة خمسة، فكنت محظية بالمحبة والمودة.
وكان جل اهتمامي نحو الدراسة التي تفوقت فيها تفوقا ملحوظا، وهذا جعل الأعين تنصب علي! والأيدي تدنو مني!
ولما استقر بي المقام في المرحلة الثانوية بدأ قلبي يهتز للمرة الأولى عندما أخبرتني والدتي أن فلانا تقدم لخطبتي، وقلت بصوت فيه عجب وكبرياء ... : هذا لعب عيال! وبدأ الخطاب ينهالون علي بمعدل يفوق زميلاتي حتى أني أسررت إلى إحداهن بقولي: يظهر أن شباب مدينتنا كلهم قد تقدموا إلي!
وتكرر الأمر في المرحلة الجامعية مع بعض الإضافات في طريقة الخطبة والسؤال! وكنت دائما أسأل: ما هي مواصفات الزوج؟ !
لا أكتمكم سرًّا .. جميع الموصفات والمهن والأشكال ...
بل لو قلت اجتمعت صفات في خاطب اسمه (عبد الله) قل أن تجتمع في عشرة رجال ومع هذا رفضت، فأنا صاحبة المقام والمنزلة والذكاء والجمال.
ولما تخرجت وبدأت العمل كان سيل الخطاب يزداد أيضًا مع اختلاف لاحظته الآن، وهو كبر سن الخطاب فغالبهم يقارب الثلاثين من العمر! وكان ناقوس خطر يدق في قلبي لم أستمع إليه إلا اليوم. ومرت الأيام .. فإذا بي أفاجأ بخطاب عجيب تدرون من