للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فليحذر من الاشتغال عنه بالحديث والفقه وغيرهما اشتغالاً يؤدي إلى نسيان شيء منه أو تعريضه للنسيان (١).

وينبغي أن يبدأ في دروسه وحفظه ومذاكرته بالأهم فالأهم، فأول ما يبتدئ به القرآن العظيم، وكان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما العلم الذي يجب على الإنسان عيناً كعلم ما أمر الله به، وما نهى الله عنه، فهو مقدم على حفظ ما لا يجب من القرآن، فإن طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب، والواجب مقدم على المستحب (٣).

والعلم باب من أعظم أنواع العبادة؛ به يندفع الجهل، وترتفع راية العلم، ويعبد الله بما شرع، ويحكم بما قضى.

قال الإمام الزهري: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم (٤).

وقال سفيان الثوري: ما أعلم شيئاً أفضل من طلب الحديث إذا أريد به وجه الله.

وقال أيضاً: لا أعلم بعد النبوة أفضل من العلم.

وأعظم بها من منزلة تداني رتبة النبوة وتسير على نهجها وتقتفي أثرها.

قال عبد الله بن وهب: كنت جالساً بين يدي الإمام مالك بن أنس أقرأ عليه وأكتب، فأذن المؤذن وأمامي كتب منشورة فبادرت لأجمعها


(١) مقدمة المجموع شرح المهذب ١/ ٣٨.
(٢) المجموع ١/ ٣٨.
(٣) مجموع الفتاوى ١٠/ ٥٤.
(٤) البداية والنهاية ٩/ ٣٥٩.

<<  <   >  >>