للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الزهري: ما عبد الله بمثل الفقه.

وقال سفيان الثوري: لا أعلم شيئاً من الأعمال أفضل من العلم ـ أو الحديث ـ لمن حسنت نيته (١).

وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة (٢).

وقال مهنا: قلت لأحمد: حدثنا ما أفضل الأعمال؟ قال: طلب العلم (٣).

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن تكرار القرآن والفقه أيهما أفضل وأكثر أجراً.

فأجاب: الحمد لله، خير الكلام كلام الله، لا يقاس به كلام الخلق؛ فإن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. وأما الأفضل في حق الشخص، فهو بحسب حاجته ومنفعته، فإن كان يحفظ القرآن وهو محتاج إلى تعلم غيره، فتعلمه ما يحتاج إليه أفضل من تكرار التلاوة التي لا يحتاج إلى تكرارها، وكذلك إذا كان حفظ من القرآن ما يكفيه وهو محتاج إلى علم آخر، وكذلك إن كان قد حفظ القرآن أو بعضه، وهو لا يفهم معانيه فتعلمه لما يفهمه من معاني القرآن أفضل من تلاوة ما لا يفهم معانيه. وأما من تعبد بتلاوة الفقه فتعبده بتلاوة القرآن أفضل، وتدبره لمعاني القرآن أفضل من تدبره لكلام لا يحتاج إلى تدبره، والله أعلم (٤).


(١) رواه البيهقي.
(٢) مناقب الشافعي ص ٩٧.
(٣) الآدب الشرعية ٢/ ٣٧.
(٤) مجموع الفتاوى ٢٣/ ٥٥.

<<  <   >  >>