للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهكذا اعتنى الإسلام بالعلم وأهله، بل جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، حتى قال النووي: والحاصل أن المسلمين اتفقوا على أن الاشتغال بالعلم لوجه الله تعالى أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن (١).

ومن أعظم أسباب الحرمان والشقاء هو الإعراض عن طلب العلم ومجالسة العلماء والاستماع إليهم، فهذا ابن القيم يقول: أعظم الأسباب التي يحرم بها العبد من خيري الدنيا والآخرة، ولذة النعيم في الدارين، ويدخل عليه عدوه منها، هما الغفلة المضادة للعلم والكسل المضاد للعزيمة والإرادة، هذان هما أصل بلاء العبد وحرمانه، أما الغفلة فمضادة للعلم، وقد ذم الله سبحانه أهل الغفلة فقال: {وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} (٢)، وقال: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} (٣).

فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل جميل، ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل (٤).

وفي الجهل قبل الموت موت لأهله

وأجسامهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم

وليس لهم حتى النشور نشور (٥)


(١) المجموع ١/ ٢١.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٢٠٥.
(٣) سورة الكهف، الآية: ٢٨.
(٤) الفوائد ص ٢١١.
(٥) مفتاح دار السعادة ١/ ٤٨.

<<  <   >  >>