للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك وقد بعثت إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين» (١). فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (٢).

وبعض النفوس اليوم تتعجل أمر الدعوة وتأمل في حصد النتائج سريعًا، والانتصار للنفس قدحًا في الدعوة وإخلاصها ولهذا فشلت بعض الدعوات لفشو هذا الأمر بين أفرادها فأين الصبر والتحمل؟ !

وبعد سنوات طويلة وقع ما أمله الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد معاناة وصبر وطول جهاد.

وكيف يسامى خير من وطيء الثرى ... وفي كل باع عن علاه قصور

وكل شريف عنده متواضع ... وكل عظيم القريتين حقير

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله


(١) الأخشبان: الجبلان المحيطان بمكة والأخشب: الجبل الغليظ.
(٢) متفق عليه.

<<  <   >  >>