للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أكل خبزًا مرققًا حتى مات» (١).

وذكرت عائشة رضي الله عنها أنه كان يأتيها فيقول: «أعندك غداء»؟ فتقول: لا، فيقول: «إني صائم» (٢).

وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقيم الشهر والشهرين، لا يعيشه هو وآل بيته إلا الأسودان: التمر والماء (٣).

ومع هذه القلة في الطعام والندرة في المأكولات فإن خلقه الرفيع وأدبه الإسلامي يدعوه إلى شكر نعمة الله ثم شكر من أعدها وعدم تعنيفه إن أخطأ، فقد اجتهد ولم يصب، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام لا يعيب طعامًا ولا يلوم طابخًا ولا يرد موجودًا ولا يطلب مفقودًا، إنه نبي الأمة لم يكن همه بطنه ومأكله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه» (٤).

وللأحبة الكرام من تأخذهم المآكل والمشارب أسوق قول شيخ الإسلام ابن تيمية مختصرًا:

وأما الأكل واللباس: فخير الهدي هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وكن خلقه في الأكل أن يأكل ما تيسر إذا اشتهاه، ولا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا، فكان إذا حضر خبز ولحم أكله، وإن حضر فاكهة


(١) رواه البخاري.
(٢) رواه مسلم
(٣) رواه البخاري، ومسلم.
(٤) متفق عليه.

<<  <   >  >>