للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة ألا

تسرع، وكان يقول حينئذ: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد

المطلب» (١).

أما الفارس الشجاع صاحب المواقف المشهورة والوقائع المعروفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو يقول عن رسول

الله - صلى الله عليه وسلم -: «كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه» (٢).

ولصبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمر الدعوة مضرب المثل والقدوة الحسنة، حتى أقام الله عز وجل صروح هذا الدين وطفقت خيله تجول الجزيرة وبلاد الشام وما وراء النهر، وحتى لا يدع بيت مدر ولا وبر إلا دخله.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليل وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال» (٣).

ورغم ما ورد إليه من الأموال والغنائم وما فتح الله على يديه فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يورث دينارًا ولا درهمًا إنما ورث هذا العلم وهو ميراث


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه البغوي في شرح السنة، وانظر صحيح مسلم ٣/ ١٤٠١.
(٣) رواه الترمذي وأحمد.

<<  <   >  >>