٣١٢٧ - عن محمدِ بنِ عبدِالرحمنِ بنِ راشدٍ الرَّحبي قالَ: قيلَ لأشعبَ: قد أدركتَ الناسَ فما عندَكَ مِن العلمِ؟ قالَ: حدَّثنا عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «للهِ على عبدِهِ نعمتانِ».
ثم سكتَ أشعبُ، فقيلَ له: وما النِّعمتانِ؟ فقالَ: نسيَ عكرمةُ واحدةً، ونسيتُ أَنا الأُخرى.
أمالي أبي علي القالي (٢/ ٣١١) قال: وحدثنا أبوبكر قال: حدثني أبي محمد بن يعقوب الدينوري قال: حدثنا روح بن محمد السكوني قال: حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن راشد الرحبي .. .
٣١٢٨ - عن ابنِ عباسٍ، أنَّ عائشةَ رحمةُ اللهِ عليها أتتْها امرأةٌ مُشتملةٌ على يمينِها قد شُلتْ لا تَنتفعُ بها، فقالتْ لها عائشةُ: مالَكِ؟ قالتْ: أُخبرُكِ بالعَجَبِ، كانَ أبي معطاءً كثيرَ المعروفِ، وكانتْ أُمي ممسكةً لا يكادُ يخرجُ مِن يدِها خيرٌ، فماتَ أبي قبلَها بزمانٍ، ثم ماتتْ هي بعدُ، فأُعرجَ برُوحي فخرجتُ، فإذا أَنا بأَبي قائمٌ على حوضٍ يَسقي مَن أقبلَ وأدبرَ، فقلتُ له: يا أَبه، هل جاءتْكم أُمي؟ قالَ: وقد قُبضتْ؟ قلتُ: نَعم، قالَ: ما جاءتْنا، ولكن التمِسيها في ذاتِ الشمالِ.
قالتْ: فخرجتُ فإذا أَنا بِها قائمةً عُريانةً ليسَ عليها إلا خُريقةٌ وارَتْ بِها عورتَها، في يدِها شُحيمةٌ تدلُكُ بِها راحتَها، كلَّما نَدِيتْ لحسَتْها، وبينَ يديها نَهرٌ تَجري وهي تُنادي: واعطَشَاهُ، واعطَشَاهُ، فقلتُ لها: يا أُمه، مالَكِ؟ قالتْ: أي بُنيةُ دَعيني، فإنِّي لم أُقدمْ لِنفسي خيراً قطُّ غيرَ هذه الخرقةِ وهذه الشُّحيمةِ، فقلتُ لها: ما يمنعُكِ مِن هذا الماءِ أَن تَشربي مِنه؟ قالتْ: لا أُتركَ وإيَّاه، فقلتُ لها: أفلا أَسقيكِ؟ فقالتْ: بَلى، فغرفتُ غرفةً بِيدي فسقيتُها، فَنادى مُنادٍ مِن السماءِ: شُلتْ يمينُ مَن سَقاها، فاستيقظتُ وأَنا كما تَرينَ.
فلمَّا جاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن المسجدِ قصَّتْ عليه القصةَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: