من أدب الدعوة إنزال الناس منازلهم وذكر ما بهم من صفات طيبة ولما لوالديهم أو عائلاتهم من مكانة .. وما يتمتع به المدعو من سيرة حسنة .. فإن ذلك أدعى للقبول وراحة للنفس وتقبل للنصيحة. ولا يتعجل في النصيحة إلا بعد طرق المدعو بالعبارات الطيبة والكلمات المختارة وهي كلها كلمات حق وفيها معنى سام للدعوة.
وهذا الأمر مهم جدًا فيفرق بين نصيحة كبير في قومه أو مركزه، أو رجل له فكر ومكانة لعلمه، أو كان من أهل الحسب والنسب، فإن ذلك من باب كسب القلوب وتأليفها وإنزال الناس منازلهم وحال المدعو تستدعي طريقة الحديث ونوعه بل ومكانه أيضًا.
ولا بد من الاهتمام بهؤلاء لمكانتهم ولتأثيرهم في مجتمعهم بل ولتأثر الناس بما هم عليه من صلاح أو فساد. ولا يعني ذلك إغفال الآخرين إنما يدعى كل بحسب حاله وينزل منزلته.
كما أن في ذكر من لهم أثر في رفعة الإسلام من علماء وتجار للمدعو وكيف بذلوا أوقاتهم وأنفسهم وأموالهم .. بل حتى ممن هم دون ذلك ولهم أعمال مشهورة .. مدعاة إلى الحياء من الله وتنقص الحال .. فإن ذكرت سيرة علمائنا المعاصرين وجدت الدرر الكامنة والصور الناصعة ومن يجعل علامة الإسلام في عصره وإمام أهل