قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في هذه الآية: ذكر الله -سبحانه- مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو: فإنه إما أن يكون طالبًا للحق محبًا له، مؤثرًا له على غيره إذا عرفه .. فهذا يدعى بالحكمة ولا يحتاج إلى موعظة وجدال، وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق لكن لو عرفه آثره واتبعه، فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب، وإما أن يكون معاندًا معارضًا، فهذا يجادل بالتي هي أحسن، فإن رجع وإلا انتقل معه إلى الجدال إن أمكن. (انتهى كلام ابن القيم).
فالداعي أمام إنسان مسلم على الفطرة لكن به بعض المعاصي والمنكرات .. وآخر به من الاستقامة الكثير ولكنه لم يتزود من الطاعات. فالأول يحذر من المعاصي والمهلكات والآخر يحث على زيادة القربات .. وكلها دعوة.
وغالب المدعوين من الصنفين إما أن بهم جهلاً لكثير من الأحكام، مثل التهاون في أمر صلاة الجماعة أو حلق اللحية وغيرها، والآخر عنده غفلة وكسل فتراه لا يقوم الليل ولا يتزود من الصدقات والسنن والأذكار وهكذا.
وهناك أمة أخرى من غير المسلمين تحتاج إلى دعوة وإيضاح لهذا الدين ومحاسنه وفضائله.