للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلَعَلَّ الزَّمَانَ يَتَّسِعُ إِلَى ذِكْرِ جُمْلَةٍ مِنْهَا فِي أَثْنَاءِ الْكِتَابِ بِحَوْلِ اللَّهِ (١).

فَهَذَا (٢) الْوَجْهُ الْوِزْرُ فِيهِ أَعْظَمُ (٣) مِنْ مُجَرَّدِ الدَّعْوَةِ (٤) مِنْ وجهين:

الأول: الإخافة والإكراه بالإيلام (٥) وَالْقَتْلِ.

وَالْآخَرُ: كَثْرَةُ الدَّاخِلِينَ فِي الدَّعْوَةِ، لِأَنَّ الْإِعْذَارَ وَالْإِنْذَارَ الْأُخْرَوِيَّ قَدْ لَا يَقُومُ لَهُ كَثِيرٌ (مِنَ النُّفُوسِ) (٦)، بِخِلَافِ الدُّنْيَوِيِّ، وَلِأَجْلِ ذَلِكَ شُرِعَتِ الْحُدُودُ وَالزَّوَاجِرُ فِي الشَّرْعِ، وَ (إِنَّ اللَّهَ (٧) يَزَعُ (٨) بِالسُّلْطَانِ مَا لَا يَزَعُهُ (٩) بِالْقُرْآنِ) (١٠)، فالمبتدع إذا (١١) لم ينتهض (١٢) لإجابة (١٣) دَعْوَتِهِ بِمُجَرَّدِ الْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ الَّذِي يَعِظُ (١٤) بِهِ (١٥)، حَاوَلَ الِانْتِهَاضَ بِأُولِي الْأَمْرِ، لِيَكُونَ (١٦) ذَلِكَ أَحْرَى بالإجابة.

وَأَمَّا الِاخْتِلَافُ مِنْ جِهَةِ كَوْنِ الْبِدْعَةِ حَقِيقِيَّةً أَوْ إِضَافِيَّةً، فَإِنَّ الْحَقِيقِيَّةَ أَعْظَمُ وِزْرًا، لِأَنَّهَا التي باشرها النهي (١٧) بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ، وَلِأَنَّهَا (١٨) مُخَالَفَةٌ مَحْضَةٌ، وَخُرُوجٌ عَنِ السنة ظاهر، كالقول بالقدر (١٩)، والقول (٢٠) بالتحسين


(١) سوف يتكلم المؤلف عنهم في المجلد الثاني من المطبوع (٢/ ٩٠ ـ ٩٢، ٢٢٦، ٣٤٨).
(٢) في (م): "فهو ذا".
(٣) في (م) و (غ): "أعظم فيه الوزر".
(٤) في (خ): "الدعوى".
(٥) في (م) و (خ) و (ت) و (ط): "بالإسلام".
(٦) ساقط من (غ).
(٧) سقط لفظ الجلالة من (م) وأصل (ت)، وكتب في هامش (ت).
(٨) في (خ) و (ط): "ليزع".
(٩) في (م): "ينزع"، وفي (ت) و (غ): "يزع".
(١٠) انظر: تاريخ ابن شبّة (٣/ ٩٨٨).
(١١) في (ت): "إذ".
(١٢) في (غ): "ينتضر"، وفي بقية النسخ: "ينتصر" عدا (ر).
(١٣) في (ط): "بإجابة".
(١٤) في (م): "بعضه"، وفي (ت): "يعضه"، وفي (غ) و (ر): "يقص".
(١٥) ساقطة من (غ).
(١٦) في (غ): "فيكون".
(١٧) في (خ) و (ط): "المنتهي"، وفي (م) و (ت): "المنهي".
(١٨) في (خ) و (غ): "لأنها" بدون الواو، وفي (ت): كتبت الواو بين السطرين.
(١٩) تقدم التعريف بالقدرية (ص١١).
(٢٠) ساقطة من (خ) و (ت) و (ط).