للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(حَكَى) (١) ابْنُ بِشْكُوَالَ (٢) أَنَّ الْحَكَمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (٣) أرسل (للفقهاء) (٤) وَشَاوَرَهُمْ فِي مَسْأَلَةٍ نَزَلَتْ بِهِ، (فَذَكَرَ) (٥) لَهُمْ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ عَمَدَ إِلَى إِحْدَى كَرَائِمِهِ (٦) وَوَطِئَهَا فِي رَمَضَانَ؛ فَأَفْتَوْا بِالْإِطْعَامِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَاكِتٌ. فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: مَا يَقُولُ الشَّيْخُ فِي فَتْوَى أَصْحَابِهِ؟ / فَقَالَ لَهُ (إسحاق) (٧): لَا أَقُولُ بِقَوْلِهِمْ، وَأَقُولُ بِالصِّيَامِ./ فَقِيلَ لَهُ: أليس مذهب مالك الإطعام؟ فقال لهم: (لم تحفظوا) (٨) مَذْهَبَ مَالِكٍ، (إِلَا إِنْ كُنْتُمْ) (٩) تُرِيدُونَ مُصَانَعَةَ أمير المؤمنين (١٠)،/ إنما أمر مالك بِالْإِطْعَامِ لِمَنْ لَهُ مَالٌ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَا مال له، إنما هو (مال بيت) (١١) المسلمين. فأخذ بقوله أمير المؤمنين (وشكره) (١٢) عليه. انتهى.

وَهَذَا صَحِيحٌ، نَعَمْ حَكَى ابْنُ بَشْكُوَالَ أَنَّهُ اتَّفَقَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ مِثْلُ هَذَا فِي رَمَضَانَ، فَسَأَلَ الْفُقَهَاءَ عَنْ تَوْبَتِهِ مِنْ ذلك


(١) في (غ) و (ر): "بياض بمقدار كلمة".
(٢) هو الإمام محدث الأندلس أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال الأنصاري القرطبي، ولد سنة ٤٩٤هـ؛ وله عدة تصانيف، ومات في سنة ٥٧٨هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (٢١ ١٣٩)، والوفيات لابن خلكان (٢ ٢٤٠)، وابن كثير في البداية والنهاية (١٢ ٣١٢)، وابن العماد في شذرات الذهب (٤ ٢٦١).
(٣) هو: الحكم بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر بالله، كان حسن السيرة، جامعاً للعلم، مكرماً للأفاضل، جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الملوك، ولد في سنة ٣٠٢هـ، ومات سنة ٣٦٦هـ. انظر: تاريخ علماء الأندلس (١ ٣١)، وبغية الملتمس (١ ٤٠)، وجذوة المقتبس (١ ٤٢)، وسير أعلام النبلاء (٨ ٢٦٩)، وكررها في (١٦ ٢٣٠)، ونفح الطيب (١ ٣٨٦).
(٤) في (ط) و (م) و (خ) و (غ) و (ر): "في الفقهاء".
(٥) في (ت): "وذكر".
(٦) علق رشيد رضا (٢ ١١٤)، هنا فقال: المراد بكرائمه عقائل نسائه الحرائر، لا بناته كما هو المستعمل في عرف زماننا.
(٧) ما بين القوسين زيادة من (غ) و (ر).
(٨) في سائر النسخ ما عدا (غ) و (ر): "تحفظون".
(٩) في (ط) و (ت) و (خ): "أنكم".
(١٠) في (م) زيادة: "فقال لهم". وفي (غ) و (ر): "قال لهم".
(١١) في (غ) و (ر): "بيت مال".
(١٢) في سائر النسخ ما عدا (ت): "وشكر له".