للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مراده فسخاً به عليَّ. يريد اتصاله به. وانضمامه إلى جنبه، يقول: قد كان الزمان بذلك بخيلا علي فأعده سخاء الممدوح فسخاً به. وأوصلني إليه. وهذا معنى واضح لا مجال فيه ولا اضطراب.

وقوله:

وتظنه مما يزمجر نفسه ... عنها لشدة غيظه مشغولا

يزمجر: يردد الصوت. ونفسه رفع على تأويلين: أحدهما أن تكون فاعلة يزمجر والثاني أن تكون فاعلة تظنه. يريد: تظنه نفسه مشغولا عنها مما تزمجر. وهذا هو الجيد. وعليه المعول. والأول يكون المراد: وتظنه أنت مشغولا عن نفسه لشدة غيظه مما تزمجر نفسه. على أنا قرأناه يزمجر بالياء. وإذا كانت نفسه فاعلة تزمجر بالتاء وإذا كانت نفسه تزمجر روى بالتاء أيضاً. ولم نروه.

وقوله:

قصرت مخافته الخطى فكأنما ... ركب الكمي جواده مشكولا

الهاء في جواده للكمي. يريد: ركب الكمي جواد نفسه. وإذا ركب جواده مشكولا لم يقدر على سرعة السير. ولا استوائه. يريد تشبيهه خطوة المقارب من مخافته بخطو الجواد المشكول الذي عليه شكال. وكأنه لو أمكنه الوزن لقال: قصرت مخافته الخطى. كما يقصر الشكال خطى الجواد. وكأنه يريد ركب الكمي جواده

مشكولا فقارب خطاه. وهذا كقول القائل:

<<  <   >  >>