للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

فولت تزيع الغيث والغَيْثَ خلّفت ... وتطلبُ ما قد كان في اليد بالرجل

هؤلاء بنو كلاب اظهروا العصيان بعد الطاعة، فورد دلير بن لشكروز فأجفلوا من بين يديه عائدين إلى البدو فقال:

أرادت كلاب أن تفوز بدولةٍ ... لمن تركت رعيَ الشُّويهات والإبل

أبى ربها أن يترك الوحش وحدها ... وأن يؤمن الضّب الخبيث من الأكل

يقول: كانت طاعة السلطان غيثاً فتركته وعصته ومضت تطلب مواقع الغيث في البدو. وطلبها له سائرة طلب بالرجل. وقوله: ما كان في اليد، أي ما كان حاصلا. كقولك هذا الشيء في يدي، أي حاصل عندي. وان لم يكن في يده العضو نفسها. قال الشيخ أبو الفتح: أي لو ظفرت بالكوفة. وما قصدت له لوصلت إلى تناول الغيث باليد عن قريب. والله ما يفهم من قول أبي الطيب شيئاً مما يزعم. فرحم الله من عرفنا مغزاه بهذا التفسير، وكيف وهو يقول قد كان في اليد، يريد إنه كان في القديم في اليد. والشيخ أبو الشيخ يزعم إنه يريد لتناولت الغيث باليد عن قريب غفر الله له.

<<  <   >  >>