يكون قوله: وفاؤكما كالربع مقطع الكلام يريد وفاؤكما دارس كالربع ثم قال: أشجاه، يريد الذي أشجاه. من قولك: شجي باللقمة إذا غص بها. كما تقول: الرجل يكلم الأمير جسور تريد الذي يكلم الأمير. فقوله: بان تسعدا متصل بأشجاه، يريد أغصه بإسعاد كما لي فيه على البكاء. وهذا المعنى وإن كان متعسفاً فإنه مخرج له من الضرورة التي ذكرها أبو الفتح. والكاف والميم من قوله: وفاؤكما لمخاطبة صاحبيه أو لمخاطبة عينيه كلاهما وجه.
وقوله:
بليتُ بلى الأطلال أن أقفْ بها ... وقوتَ شحيحِ ضاع في التربِ خاتمهُ
أنام ملء جفوني عن شواردها ... وتسهر الخلق جراها وتختصم
وهذا على ما ذكر هذا الأديب إلا أن صاع تستعمل بمعنى أمال. صاعه يصوع صوعاً قال الشاعر:
يصوع غبوقهم أحوى زينم ... له طاب كما صخب الغريم
يريد يميلها راع لهم نوبي اسود، له صوت شديد. ولم اسمع صاع بمعنى تفرق. بل يقال: انصاع القوم إذا اخذوا في وجهةٍ ومالوا