للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفاعلها الأولى يقول: قفي فإن الأولى من النظرات أتلفت مهجتي. فإن وقفت غرمتها ثانية. وهذا المعنى مثل قول القائل: ولا أعلمه أقبل أبي الطيب أم بعد زمانه:

يا مسقماً جسمي بأول نظره ... في النظرة الأخرى إليه شفائي

ألا أن هذا البيت لا مجاز فيه. وبيت أبي الطيب فيه مجاز. وذلك أن اللحظة الأولى لاتغرم، وإنما حبيبته تغرم أول النظرة الثانية تغرم، لكنه توسع في الكلام على مذهب العرب، إذ كانت النظرة الأولى هي التي أتلفت فكأنها تلك بعينها تعاد فتغرم.

قال أبو الفتح: ومثل هذا في استعادة النظر قول جرير:

ولقد نظرت فرد نظرتي الهوى ... بحزيزٍ رامة والمطي سوامي

أي حملني على أن أعدت النظر. كذا فسره. وهذا إنما نظر في أثر الأضغان فتابع

النظر شوقاً. وأبو الطيب تمنى نظرة من حبيبته ثانية. وبينهما بون بعيد.

وعندي وجه آخر محتمل، وهو أن تكتب تغرمي بالياء. يريد: قفي تغرمي يا مراءة. والأولى نصب تكون مفعولا أولا. ومهجتي نصب لأنه مفعول ثان كما تقول: غرمت زيداً مالاً يجوز

<<  <   >  >>