لهم عنك بالبيض الخفاف تفرق ... وحولك بالكتب اللطاف زحام
يقول: عند الحرب ينهزمون عنك، ولا يقاومونك. ثم يجتمعون حولك بالكتب يسألون فيها العفو. وجعلها لطافاً لأنها مكتوبة تبعث على كتمان. لكل كبير، وكل دمستق، وكل بطريق يتقرب إليك على كتمان من صاحبه. ثم تزدحم الرسل بها حولك. لأنهم يجتمعون عندك. وان تكاتموا حين صدروا. ولم يعرض الشيخ أبو الفتح لتفسير هذين البيتين أصلا.
وقوله:
عُقبى اليمينِ على عُقبى الوغى ندمُ ... ماذا يَزيدكَ في إقدامك القسم
قال الشيخ أبو الفتح: إذا حلفت أن تلقى من لست من رجاله فهل يزيد يمينك في شجاعتك. هذا كما قال تفسير المصراع الثاني، فما بال تفسير المصراع الأول. وهو أحوج إلى التفسير. ومعناه عاقبة اليمين على ما يكون من الحرب ندامة. يريد أن من حلف لأظفرن في هذه الحرب كان عاقبة حلفه الندم. لأنه ربما لم يظفر فيندم لم حلفت فحنثت. فقوله (على) متعلقة بقوله (اليمين). كقوله أيضاً:
يميناً لو حلفت وأنت ناءٍ ... على قتلي بها لَضَربتُ عُنقي