عبد العزيز رحمه الله فسره في كتاب (الوساطة) فأخطأ ثم عابه فقال: كان الواجب أن يقول عن هل ب (لا) لأنه يقول: هل تبرع لي بهذا المال فتقول: (لا). فأقام (لم) مقام (لا). لأنهما حرفان للنفي. فأقام أحدهما مقام الآخر.
وفي هذا من الظلم ما ترى، ومن الخطأ ما تعلم. لأنه لو أراد ذلك لقال: أجبت عن كل سؤال ب (لا). لأنه المقتضى فيجاب لا هو يجيب. وإنما يعني كل من اقتضى حاجة بغير السيف، ثم سأله الناس هل أدركت حاجتك، هل بلغت مرادك، هل ظفرت، هل وصلت. فيقول في الجواب عن ذلك لم أبلغ، لم أصل، لم أدرك، لم أطفر.
وقوله:
صنا قوائمها عنهم فما وقعت ... مواقع اللوم في الأيدي ولا الكزم
هون على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم
أما البيت الأول فأهمل أبو الفتح معناه، وشغل بالغريب. وأما البيت الثاني فأخطأ في شرحه خطأ بينا قد شرحنا ذلك في كتاب (التجني). فأما قوله: صنا قوائمهما فيعني أنا صنا السيوف أن يسلبناها أعداؤنا فتقع